حقاً ما أروع أنشودة ، تلك التي ينبغي المسيحيون بها منذ أقدم العصور ابتهاجاً بقيامة مخلصهم منتصراً من بين الأموات ... ففي العصور الأولى للمسيحية ، حيث كانت نيران الاضطهاد تحرق المؤمنين و تلتهم كل ما لهم ... اتخذ المسيحيون شعاراً لهم كان بمثابة تحية يتعارفون بها بعضهم على بعض و يفتخرون بمغزاها ، و يتشددون بها في ضيقاتهم ... فكان إذا التقى أحدهم بآخر يقول له : "خرستوس آنستي" ، فيجيبه الآخر : "آليسوس آنستي" ... فكانت هذه الكلمات المضيئة تنير وسط ظلمات الضيق و تجعلهم يقبلون الموت بكل سرور قائلين مع القديس بولس الرسول:" لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ) _{( في 1 : 21 ) .}

( المسيح قام ) و كان لابد أن يقوم لكي يغُسَل بالحق به من إهانات و تعييرات سواء من اليهود أو الرومان ، أولئك الذين شاطت عقولهم و صلبوه حسداً ، و ظنوا أن القش يمكن أن يقف أمام اللهيب ، فقام الجبار و ازدرى بهم ، لأن الغبار لا يقدر أن يقف أمام الريح .

لقد صلبته أمة اليهود و لكن المحبة لا تُسَمّر ، و العدل لا يفنى تحت صخرة الظلم ، فما أن قام الجبار حتى صارت أمم تتعبد له ، و ملوك تسجد أمام صولجان مجده .

( المسيح قام ) هذا ما ينادي به الواعظ في كل زمان ، و ما يكرز به الخادم في كل مكان ، و ما يؤمن به شعوب كثيرة على مر الأجيال و ما رنم به الملاك يوم القيامة المجيد ليعلن للمريمات عن خروج السمائيين بقيامة خالقهم و لكي يزف لهم هذه البشرى الجميلة :"ليس هو ها هنا لأنه قام" ( مت 28 : 6 ) .

نعم قد قام و كان لابد أن يقوم ، إذ كيف للحياة أن تموت ؛ و كيف للقيامة أن تظل مدفونة في التراب ؟!

ألم يقل المسيح :" أنا هو القيامة و الحيوة ... مَنْ آمن بي و لو مات فسيحيا " ( يو 11 : 25 ) .

ها هو مجد القيامة قد انبثق من قبره لكي تتراجع أمواج الشر و لا تُغرَِّق بهيجانها الوجود أو تقتل الحياة

المسيح قام ...

                    بالحقيقة قام ...